المادة    
قال المصنف رحمه الله تعالى: "وقوله: "والإقرار بتوحيد الله وربوبيته" أي لا يتم التوحيد والإقرار بالربوبية إلا بالإيمان بصفاته تعالى، فإن من زعم خالقاً غير الله فقد أشرك، فكيف بمن يزعم أن كل أحد يخلق فعله؟!"
علاقة القدر بالإيمان واضحة إذ إنه ركن من أركان الإيمان، أما علاقته بالربوبية فمن جهة أنه يتعلق بالمرتبة الرابعة من مراتب القدر وهي الخلق، والخلق من خصائص الربوبية، فإذا كان الإنسان يؤمن بأن الله تعالى ربه، ومعنى الرب: الخالق الرازق المحيي المميت المدبر، فالذي لا يؤمن بأنه سبحانه وتعالى خالق أفعال العباد لم يؤمن بربوبيته سبحانه وتعالى، بل جعل هنالك خالقين: خالقاً لكل ما عدا أفعال العباد أو الخلق وهو الله سبحانه وتعالى، وخالقاً لأفعال العباد وهو العبد.
وقال رحمه الله: [فإن من زعم خالقاً غير الله فقد أشرك، فكيف بمن يزعم أن كل أحد يخلق فعله؟! ولهذا كانت القدرية مجوس هذه الأمة، وأحاديثهم في السنن] ولو أن أحداً قال: كل ما في هذا الوجود فإن الله خالقه إلا الشيء الفلاني فقد خلقه فلان من الناس لكان مشركاً، فكيف بمن يجعل كل أفعال العباد مخلوقة للعباد وما عداها مخلوق للرب؟!
وهذا مثل عقيدة المجوس الذين يعتقدون أن هناك إلهاً للنور وإلهاً للظلام، أمَّا مسألة إطلاق لقب المجوس على القدرية من أين أتى؟ وهل يصح أن يطلق هذا اللقب عليهم؟ وإذا أطلق على الروافض أنهم مجوس فمن أي باب؟ ولماذا لا يطلق على الرافضة أنهم مجوس؟ وهل هذا يصح أو لا يصح؟ نجد أن السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم قد سبقونا إلى هذا، ونقول: (السلف) لأنه لم يصح في ذلك حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما الذي صح أحاديث موقوفة...